من مقدمة الأعمال الكاملة الهيئة المصرية العامةللكتاب 2016م

من مقدمة الأعمال الكاملة الهيئة المصرية العامةللكتاب 2016م

الاثنين، 22 فبراير 2016

ساعات الألم الزرقاء


ومثل كافة المقابر القديمة
سوف نتكوم في زوايا النسيان الخالد
لا لننكش الريح بأصابعنا
التي ينز منها الدم
أو نكتب عن أمنياتنا التي تشبه الجذام والسل الرئوي
وإنما لنتعرف على الشمس
التي تشبه كرة من النحاس
والمغنسيوم
وسوف نتعرف كذلك على الألم
من خلال كل تلك الخرائط السرية التي تركها الغزاة
أثناء تجوالهم الراسخ
فوق أجسادنا التي أصبحت جلودا دبقة لأحذيتهم العسكرية
وأرضا صلبة لممرات اعتقالهم
وسوف نتكوم في زوايا النسيان الخالد
لا لنكتب عن عجلاتنا الحربية التي صنعناها من عظام الموتى
وأغنيات الرعاة
وإنما لنكدس أسماء كل الطغاة الذين مروا
من فوق صحراواتنا التي بقيت كشاهدة أخيرة
على غرف التعذيب والدفن
ومقابر الموت الجماعي و الفردي



والأرغفة الممغنطة بالأسلاك الكهربائية
و المعجونة بالروث الجاف
وحبوب منع الحمل
وسوف نترك فوق وجه الفضاء الغويط
صورا شخصية لأيامنا
التي امتزجت بالرعب
والدم
الذي بقَّع سنواتنا المعجونة بخميرة الرب
ووصاياه الجمة
ليتسرب منها الخوف في نهاية الأمر
طريا
ولامعا
مثل شمس دبقة
على طاولاتنا التي امتلأت بالكوابيس
والمسامير
حتى لا تحرقنا ساعات الألم الزرقاء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق