من مقدمة الأعمال الكاملة الهيئة المصرية العامةللكتاب 2016م

من مقدمة الأعمال الكاملة الهيئة المصرية العامةللكتاب 2016م

السبت، 13 فبراير 2016

السيدة الخضراء (سفر) 1



[ والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز  
ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ ومعها كأس من ذهب]
  

[ولكن عندى عليك أنك تركت
محبتك الأولى]



ســـــفر :
أبدأ رحلتى الأولى نحو امرأة تتقطر عشقاً  وأنا طفل
أجرى خلف نثيث الثلج الأبيض
فوق الأوراق الخضراء  المضفورة بعصير الشمس الصفراء
وأضحك من لغة القلب الخرساء الطفلة
أتبع قافلتى نحو الأرض العريانة  والعطشانة للموتي 
من أمثالى الفقراء
فهل تأتى سيدتى فى هذا الوقت من الليل؟
أدق على أبواب الريح
وأسكن فى قلب الورق الناحل
والضحكات الباردة الجوفاء  لعل الريح تجيب
وترتج الغرفة حولى بالزينة والأضواء
ولكن الريح المعلولة تأتى
ويفر الفجر الناحل عن عينى بعيداً
والأشجار الرابضة أمام النُزْل المعتم
تنحل طيوراً
وعصافير
وأبقى فى داخل قبوى المعتم
أتلمس شيئاً أكتبه
فى هذا الوقت من الليل
تغيب الأطيار - بعيداً - فى فلوات الأرض
ويهرب ظل منتظر  لامرأةٍ..
تتآكل بالحب
ويأكلنى الشبق التنينى الجامح
أتداخل فى نفسى شيئاً.. شىئاً
جرح يتفتح مثل الورد النائم  خلف ظلال الوقت
ويغزو جسدى
هل أبكى؟
لكن من يسمعنى فى هذى الوحدة؟
والهدأة قاتلة كالمنفى؟
أتشاغل بورود الجرح
وبوح الورد
وأملأ بعض الكاسات الكسلى
لكن الوقت يمر  ويسحقنى..
كامرأة تتفتت عشقاً
بين يدىَّ
ويعروها زبد مهتاج نافرْ
ها إنى منتظرٌ
كالظل الواقف فوق جدار الشرفات الناحلة
وأراقب خطواً  يأتى من طرقاتٍ أخرى
لكن الوقت يمرُ
والساعة فارغة..
تعلن فى استرخاءٍ  عن قرب الليل الدّاهم
والأضواءُ الآتية على زهر الثلج الأبيض
تنشق حصاناً أبيضَ 
يحمل مكتوباً من سيدتى
أتصلب في وقفتى المصلوبة
ثم أفض رسائل تحملها الريح
ويرسلها البرق المتواتر حولى.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق