من مقدمة الأعمال الكاملة الهيئة المصرية العامةللكتاب 2016م

من مقدمة الأعمال الكاملة الهيئة المصرية العامةللكتاب 2016م

السبت، 13 فبراير 2016

السيدة الخضراء (الياقوتة) 2

  
[ أين الطريق إلى حيث يسكن النور]



الياقوته:
سيدتى فى البهو الفرعونى تداعب ملكاً
وأنا طفلٌ
أتدثر فى أسمالٍ باليةٍ
أخرج فى الليل وحيداً
أتمشى فوق جسور الترعة  علِّى أقطف بعضاً من أزهار الصبير 
نباتات الفل البرى  تداعبنى
وتطاردنى
تتحلق حولى وتغازلنى
لكنى أمشى...
وأدوس على قطرات الثلج المنثور  بأطراف
العشب  الأخضر
كإلهٍ فى وادى النور
تسابقنى الريح وأسبقها
وفراشات الحقل البيضاء  الحمراء  الصفراء
تخيط قميصى
أتدثر بفضاءٍ فجريٍّ لعشيبات الحناء الخضراء
وأرسم بعضاً من أحلامى
بحبيبات الدم النازف  من كل خلايا جسدى المسفوح
على حبات الطين العطشى
هل شاهدنى ظلى
وأنا أتفيأ داخل قلبى
مثل صبى يتكور فى حضن فتاةٍ  ضاعا
فى طرقات الزمن المرِّ
وغابا عن عين الأهل طويلاً
ظلى يتغافل عنى
وأنا أتكاسل عن ظلى
هل عادت سيدتى م البهو الفرعونى الآسر؟
تشتد الريح
ويتوجع فى داخل أضلاعي قلبي
يتكسر مثل الأشجار المصروعة فى يومٍ عاصف
أتهيأ للصحو وللنوم
يراودنى شكل امرأة
تتأرجح ما بين الصحو  وبين النوم  فأغفو
فوق فراشٍ يتوقد بالثلج
ابترد الوقت طويلاً
ها إن الساعة آتية لا ريب
كم يبعد هذا الفجر عن الليل؟
وكم يبعد ليل الزمن المتوحش  عن آخر أطراف الفجر؟
تتمسح بى هرة
وتموء كذئب برى يعوى فى صحراء الصيف
ابتعدت أخر عربات الغجر الرُّحل  عن طرقات العشب
انعصر الصمت المتخشب  فوق دهاليز الوقت النافر
وابتدأت سيارات الجند
تعود لمخبئها
ساكنة
ها إن القاتل قد فرّ
وعصفور الأيكة  قد طار إلى عتبات النور  لكى يتغسل بالظل
الساقط من أرباض الشمس
وينعس قرب فراشات الحقل
ينقِّر حبات التوت البري
ويجري خلف يمامات الدغل
الغائم فوق جسور الترع المغسولة
بالطل الهاطل
من عليين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق