[مياه كثيرة
لا تستطيع أن تطفىء المحبة
والسيول لا
تغمرها]
امرأة:
الريح تلاقحها الريح
وها هى أفراس الضوء تحمحم عبر ممرات جبال الصهد
فتركض
أو
تتراكض خلف نداءات العشق المسنون
بحمأٍ من تسنيمٍ
وتقطِّع أميال الشهوة
بحوافز يحدوها شرر يتطاير كالزبد المربد
على ساحات الأفق الممتد
لماذا لم تأت سيدتي بعد؟
نُزُلٌ من أقمار هابطةٍ من قرب عباءات
الظلمة تلتف حوالي
تكاشفنى
وأكاشفها
أفتح بابى..
مَنْ؟؟
سيدة الضوء المبهم
والأفراس البراقة تحت عشاش الزهر الليلي النائم
والسفن المبحرة - أخيراً - نحو جبال الله
المبثوثة فى قلب الأرض؟
مَنْ هذى النائمة بقلبى؟
مَنْ؟
امرأة الزهر الليلي تعانق آخر أطراف الأرض
وتركض نحو المجهول بعيداً
بينا أتقرى جسدى
بقعاً
من أطرافٍ غامقة اللون
أغنى..
أتباطأ فى الخطو
أصفِّر...
للريح المصفرة أن تأتى
هل تأتى الريح السواحة
تغزل ثوبي
وتحيك مواجيدى سمكاً يتقافز بين الأشرعة البيضاء
لسفن الصيد الغارقة هنالك فى الميناء؟
آهٍ...
لو تأتى الريح الآن
وتأتى سيدتى
مثقلة الخطو
تدق على بابي المنعزل النائي...!!
ها أنذا
أتساقط كوريقات التوت الأصفر إبان خريفٍ مجنونٍ
أتعرى قلباً
يتطاير صدرى مزقاً مزقاً
هذى سفن الضوء - النافذِ - تبحر من كل كريات دمي
ناحلةً
صفراءَ
ومفعمةَ اللونِ
أحاول أن أسترجع شيئاً لامرأة الحزن الغامق
والصدر الجبلي الشاهق
لكنى لا أتذكر إلا وجهاً كالطفل النائم
تحت شجيرات الحنطة
في ليل الصيف المخنوق العاري
ضفدعة تنقر أثداء الوقت الساكن
كهل يتوكأ فوق عصاه قبيل صلاة الصبح
امرأة يتعاطاها بعض رجال الدرك الساهر
خيل تصهل قبل صياح الديك
وقبرة
تنتقل جامحةً
بين وريقات البوص الفجرى السامق
وتلامس أطراف الماء المثقل بالتطواف
نواطير القش
تجمِّع ديدان الحقل
وترقص إبان الهدأة من غسق الليل
الوقتِ المغسول برشات العشق
بلاد تتجاذب ثوب محبتها
آسرة هذى السيدة المجنونة..!!
آسرة هذى السيدة المجنونة
لكن
ها أنذا أتعبني النوم
وأوجعني سيل التذكاراتِ المحمومِ
أجمِّع تذكاراتى
واحدةً
واحدةً
وأفرق تذكاراتي
واحدةً
واحدةَ
من ينقذني؟ وامرأة الأصداف الليلية والأوراق
الدكناء؟!
أحاول أن أسترجع بعضاً
من أشتات وجوه
تتقاذفها حيطان الوهم العالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق