من مقدمة الأعمال الكاملة الهيئة المصرية العامةللكتاب 2016م

من مقدمة الأعمال الكاملة الهيئة المصرية العامةللكتاب 2016م

الخميس، 3 نوفمبر 2016

كلمات المسيح الأخيرة


أنا
لم أستسلم لهم كما خططوا
فقط بالشكل الذي حدث
خشية أن يتم تعريضي للدفن
أو للخزي والعار
وبواسطتهم
كان لابد لي أن أهرب
مثل ذكر البط
أو فأرة هاربةٍ في حقل
وألا أستسلم للذبح
من أجل المجدلية
غاليتي
حبيبتي
المرأة التي أعطت نفسها
لرجال كفر ناحوم قاطبةً
ولم تبخل عليهم بشيء
المجدلية...
ذات العينين الواسعتين
والشعر المهووس باللذة
والفخذين اللذين يأخذان باللب
ويصنعان الأعاجيب
والمؤخرة المفتونة بالرأس
مثل قنطار من القشدة
والبطن الليلكية كحرير الملوك الذي لا يرد
والسرة التي لاتكشف إلا عن الجوهر الأسمى للعالم
وكافة المرايا التي خلفها وراءه الرب
نعم
لقد كان رجلًا آخر سواي
ذلك الذي وضعوا على رأسه
تاجًا من الشوك
ودقوا في رسغيه المسامير
وأنا كنت أشخر من جهلهم
وأتوسد سريري الناعم
أقصد ظهر مريم المجدلية
غاليتي
حبيبتي
وإناء ذهبي الأخاذ
الذي يخضّ
وخمرته المعتقة
التي تنسابُ بين شفتي
المجدلية
تلك الشمسُ التي تشرقُ عليّ كلَ صباح
ومن غير مجد
وفي الليل أمسكها من رجليها
وأضمها إلى صدري
مثل حمامةٍ بريةٍ لترقص لي بمفردي
وهي عارية تمامًا
على أنغام الجسدين
ومثل لبوءة ساحرة
وغجرية تنامُ في حضني كاللؤلؤة
وأنا
أضمها بين فخذي
مثل فرسٍ
بصهيل
وأرى وجه الرب في العتمة!!


16 يونيو 2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق